العنف عند الأطفال*
1. مفهوم العنف:
لو تنطق الجدران بالأنين المتراكم لفاضت المسامع, فالعنف ما زال سيّد الزمان والمكان, والضحية لا تزال تحسب لها حسابات, "فيعض" المجروح على جرحه ويضغط المقهور على قهره.
يذهب الليل ليأتي النهار من جديد وتتكرر المأساة ولا ننتبه إلى أن العنف يعيد الكره مع أجيال قادمة وهو حالة مستمرة وكل مرّة بصورة أبشع.
العنف من سمات الطبيعة البشرية، يتّسم به الفرد والجماعة،ويحدث حيث يكفّ العقل عن قدرة الإقناع أو ألاقتناع فيلجأ الإنسان لتأكيد الذات ، فالعنف ضغط جسميّ أو معنويّ ذو طابع فرديّ أو جماعيّ ينزله الإنسان بقصد السيطرة عليه أو تدميره .
ومن ثم يمكننا تحديد العنف بأنه استجابة سلوكيّة تتميّز بطبيعة انفعالية شديدة قد تنطوي على انخفاض في مستوى البصيرة والتفكير .
عرّف العنف لغوياً في كتاب ابن منظور "لسان العرب" بأنه الخرق بالأمر وقلة الرفق به، وهو ضدّ الرفق ، وأعنف الشيء : أي أخذه بشدّة ، والتعنيف هوا لتكريه واللوم.
وفي المعجم الفلسفيّ، لجميل صليبا: "العنف مضادّ للرفق، ومرادف للشدة والقسوة، والعنيف هو المتّصف بالعنف، فكلّ فعل شديد يخالف طبيعة الشيء ويكون مفروضاً عليه من الخارج فهو بمعنى ما فعل عنيف".
وعرّف في العلوم الاجتماعية في كتاب أحمد زكي بدوي، "معجم مصطلحات
العلوم الاجتماعية" بأنه:"استخدام الضبط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شانه التأثير على إرادة فرد ما".
ويعرفه الشر بيني بأنه:
"الإكراه الماديّ الواقع على شخص لإجباره على سلوك أو التزام، وبعبارة أخرى هو سوء استعمال القوة، ويعني جملة الأذى الواقعة على ألسلامة ألجسدية مثل ضرب جرح وغيره، كما قد يستخدم العنف ضد الأشياء مثل تدمير، تخريب، وإتلاف ، حيث تفترض هذه المصطلحات نوعاً معيناً من العنف، والعنف مرادف للشدّة والقسوة".
ومن خلال ما سبق كلّه يمكن تعريف العنف على أنّه أي سلوك يؤدي إلى إيذاء شخص لشخص آخر، وقد يكون هذا السلوك كلامياً يتضمن أشكالاً بسيطة من الاعتداءات الكلامية أو التهديد وقد يكون السلوك فعلياً حركياً كالضرب المبرح والاغتصاب والحرق والقتل وقد يكون كلاهما وقد يؤدي إلى حدوث ألم جسدي أو نفسي أو إصابة أو معاناة أو كل ذلك .
وعموما يمكننا أن نتوصل إلى أن العنف ممارسة القوة أو الإكراه ضد الغير عن قصد، وعادة ما يؤدي العنف إلى التدمير أو إلحاق الأذى أو الضرر المادي وغير الماديّ بالنفس أو الغير.
وبذلك يكون العنف: الإيذاء الجسدي عن عمد على نحو يحدث ضرراً أو أذى وما يقتضي من سوء معامله النفس أو الغير.
وكذلك إلحاق الأذى أو الضرر أو التدمير للذات أو الأشياء نتيجة انتهاك معين .
ويتمثّل العنف في كونه فعلا مدمراً .
يقتضي العنف الشعور أو التعبير العنيف من خلال سلوك معين، وابتداء من العام الأول نلاحظ أن العديد من الأطفال يلجئون إلى العنف من وقت إلى آخر في تعاطيهم مع الغير، وفي هذه المرحلة من العمر ، تبرز العدوانية على شكليين :
1 -العدوانية الوظيفية: عندما يرغب الطفل شيئاً ما بشدّة، قد يصرخ أو يدفع أو يعتدي.
2- العدوانية ألمعتمدة: وهي عندما يضرب الطفل طفلاً أخر بهدف الأذى.
عند حوالي عمر الأربع سنوات تخف العدوانية الوظيفية بشكل ملحوظ مع تطور القدرات الفكرية والنطق عند الطفل، بينما تزداد العدوانية المعتمدة بين الأربع والسبع سنوات، علما أن نسبة حدوث العدوانية خلال احتكاكات الأطفال قليلة مقارنة بنسبة المبادرات الايجابية التي تحصل بينهم.
نعلم أيضا أن الذكور يتصرفون بشكل عدواني أكثر من الإناث، والسبب وراء هذا الفرق بين الجنسين يعود إلى عوامل بيولوجية تم التأكد منها من خلال عدد هائل من الدراسات في هذا الإطار ( أهمية دور الهورمونات الذكورية في تصرف الإنسان ) .
ويعود إلى عوامل بيئية حيث يفرض المجتمع توقعات معينة لسلوك ألإنسان حسب جنسه (نتوقع من الفتى أن يكون عدائياً ومنافساً في تصرفاته ، بينما نشجع الفتاة على الرضوخ والتسامح والتعاون) .
أصبح العنف من الأشياء الخطيرة التي تهدد جودة حياتنا ، فهو يوجد في كل مكان من حولنا في المنزل – الشارع – المدرسة – الروضة – العمل، فكل إنسان بداخله طاقه مكبوتة يعبّر عنها بصورة مختلفة وإحدى هذه الصور هو العنف.
والأطفال أو النشء الصغير بوجه عام هم أكثر العناصر البشرية تأثراً بهذه الظاهرة، فإذا تعلّم الطفل في صغره أو شاهد سلوكاً غير حميد يؤثّر عليه بالسلب فيما بعد وفيما يتبعه من أنماط في حياته .
لماذا لا نرفض العنف ونعلّم أطفالنا وأجيالنا الجديدة كلمة أخرى نضيفها إلى جانب هذه ألكلمة (العنف) وهي "عدم" التي تعطي معنى انعدام الشيء وعدم
تواجده أو أن نستخدم المعنى المضادّ لها وهو السلاسة والتعامل مع الأمور بحكمه وهدوء؟
وأظن إن الإنسان الذي يلجأ إلى العنف هو إنسان ضعيف في اللغة يحتاج إلى تعلّم كلمات جديدة، بمعنى آخر يحتاج إلى دروس لكي يتعلّمها .
إذن هناك مسمّيات كثيرة نطلقها على السلوك مثل العنف أو العدوانية، ويعرف العنف على أنّه استخدام الضغط أو القوة استخداماً غير مشروع أو غير مطابق للنظام أو القانون ومن شأنه التأثير على إرادة فرد ما.
وكذلك يمكن تعريف العنف بأنه السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالغير وقد يكون الأذى نفسياً ( على شكل الإهانة )، أو جسمياً.
وهنا تبرز جوانب ثقافية تجعل تعريف العنف متنوعاً ومتعدداً حسب المسموح به والممنوع من ممارسات التربية.
وفي تعريف العنف يجب أن نلاحظ أن التعمّد ليس شرطاً فيه إذ أن العنف غير المقصود يؤدي إلى نفس النتيجة ونلاحظ أن السماح بالعنف هو العنف بحد ذاته إذ أنّ من وظائف الأسرة حماية الطفل من إيذاء الغير فالسماح به هو إيذاء أيضاً.
إذن هناك ظاهرة عنف شائعة بين الأطفال وبين بعضهم البعض، وهناك ظاهرة عنف من الكبار تجاه الأطفال وكلا الحالين له تأثير سلبي جسدي ونفسي على الأطفال. ويشتد هذا التأثير سلباً إذا ارتبط العنف ضد الأطفال بالظلم والقسوة والتعنيف الشديد أو كان بوجود أقران الطفل من زملائه أو أصدقائه، ممّا يولد حالة عدوانية عند الطفل تعكس رغبته في الانتقام والتقليد والمحاكاة لما يجده من معامله قاسية عدوانية.
ويزداد تأثير العنف بين الأطفال بين بعضهم البعض إذا لم يجد الطفل من يدافع عنه أو يعاقب المعتدي مما قد يدفع الطفل إلى الانطواء وغيره من سلوك ملحوظ نتحدث عنها عندما نتحدث عن الإعراض السلوكية للطفل نتيجة العنف.
هنالك ثلاثة أنواع رئيسية للعنف الممارس ضد الأطفال : العنف الجسدي ، العنف العاطفي أو المعنوي ، والانتهاك الجنسي .
بالنسبة للعنف الجسدي فهناك عوارض لافتة تنتبه إليها المعلمة في الصف تدل على أن الطفل معرض للعنف الجسدي في بيته مثل دلائل جسدية أو تشويه أو أذى الذات ويعود إلى سلوكيات طفولية مثل مصّ الإصبع وغيره.
وانزواء أو عدوانيه تجاه الآخرين. ولعل العنف الجسدي هو الظاهرة الأكثر وضوحا في مجتمعنا الشرقي ، حيث يأخذ الشكل التأديبي في معظم الأحيان ،الأمر الذي أصبح عرفاً اجتماعياً ، لدرجة أن أصبح من الطبيعي رؤية أباء يضربون أبنائهم في الأماكن ألعامة، والأمر يتعلق بمفهوم التملّك لدى رب الأسرة ، فالطفل ملك لأبيه ، بمعنى أنّه حرّ التصرّف به ، وكيفما يشاء ليحسن تربيته، وهذا الأمر هو ما يساعد في تفشي ظاهرة ضرب الأطفال من قبل ذويهم.
وأما بالنسبة للانتهاك الجنسي للأطفال فهو استغلال الطفل واستخدامه لإشباع الرغبات الجنسية لشخص بالغ وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط جنسي مثل التلامس الجنسي والإعجاب بالطفل أو أن يشارك الطفل دخول الحمام مع شخص بالغ وغيره.
وهناك دلائل متعددة تدل على تعرض الطفل لهذا الاعتداء ومنها أن ملامح الاعتداء الجنسي تبرز في رسومات الأطفال، انزواء عن الأطفال أو ظهور عدوانية مفاجئة،والشعور بالذنب ،والخجل الشديد وغيرها من ظواهر.
أما العنف العاطفي فهو يوجد في جميع المجتمعات وبين جميع الطبقات.
إنّ سبب شيوع هذا النوع بكثرة مرتبط بالمعتقدات التربوية التي لا تزال تسود معظم المجتمعات، حيث يرى الأهل أن النظام التربوي يكون أكثر فعالية إذا تضمّن النقد والتهديد والإحباط والتجريح.
إن نتيجة هذا النوع من التربية يؤدي إلى الطفل بأن يكون طفلاً معاقاً عاطفياً، وانعزاليّاً، ويعاني من اختلال في نمو شخصيته وكذلك سلوكه اليومي، وكذلك تصرفات عدوانية وتبوّل لا إراديّ.
ويرى الأهل أن هذا الأسلوب ليس أسلوب العنف لأننا لا نعتدي عليهم بالضرب فان كل شيء على ما يرام وأننا لا نؤذيهم بل نرشدهم إلى الطريق الصحيح .
ومن أشكال العنف العاطفي ما يلي :
من أبرزها التخلّي عن الطفل وإهماله ، أي نضع شيئاً ما دائماً في الأولوية مما يشعر الطفل أنه يأتي في ألمرتبة الثانية، الأب بهمل أولاده بسبب عمله والأم بسبب عملها خارج البيت هذا وإنّ الظروف ألاقتصادية القاسية تفرض على الأم أن تعمل خارج البيت .
والشكل الثاني هو إلقاء اللوم على الطفل لأمور خارجة عن سيطرته مما يجعله يعتقد أنه المسئول عن كل ما يحدث داخل العائلة مما يؤدي إلى شعور بالغ بعقدة الذنب .
الشكل الثالث هو التربية الخاطئة ويشمل العقوبات القاسية مثل الإرهاب ، الحرمان ،التهديد الحجز في غرفه مظلمة .
الشكل الرابع وهو إطلاق الألقاب على الطفل، السخرية، الانتقاد اللاذع.
الشكل الخامس وهو الملاحظ عند الطلاق حيث يقوم أحد الوالدين بتحميل الطفل مشاكله الخاصة وهذه المعاملة تجعل الطفل يفقد براءته كطفل.
إنّ الطفل الذي ينمو داخل هذه الأجواء يولد لديه عدم الثقة وعدم الاهتمام بالحياة ويكون طفلا عنيفاً عدوانياً.
إن العنف يعتبر غريزة إنسانية لكنه أيضاً إلى حد كبير سلوك مكتسب يجب التحكم فيه وتوجيهه بشكل صحيح.
لم يثبت أن العنف صفة وراثية، لكن غالباً الأب العنيف أو الأم العنيفة سيكون طفلهما عنيفاً لكونهما النموذج الذي يحتذي به طفلهما.
وقد يدعي البعض أن العنف سمة إنسانية، وهم ممن يؤمنون بأن البقاء للأقوى، ولكن لو نظرنا للأمر بعقلانية أكثر لوجدنا أن الله عز وجل عندما خلق الإنسان على الأرض خلقه ليعمّر فيها لا ليدمّرها،وإذ قال ربك للملائكة (إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون).
فالله عزّ وجلّ خلق البشر للأعمار في الأرض ولكي يحبّ بعضهم البعض، لا للمشاحنات والتعارك، ولكن عندما ننظر لظاهرة مثل العنف عند الأطفال سواء ولد طفلك يميل للعنف أم لا فإن الكثير من العوامل التي مرّ بها على مدار حياته ستؤثر في تكوين شخصيته.
وقد أصبحت عملية العنف ظاهرة بالفعل هذه الأيام، فإننا حتماً لا بدّ من أن نبحث عن أسبابها أولا حتى نجد الحلّ المناسب لها.
أعراض سلوكيه عند الأطفال:
إنّ المتتبع لواقع الأطفال يلحظ نشوء ظاهرة غريبة لديهم تدعو للتساؤل ألا وهي ظاهرة العنف.
ظاهرة العنف عهدناها عند الكبار،فما بالها تحولت إلى الصغار؟ما الأسباب والدوافع التي أدّت إلى انتشار هذه الظاهرة في أوساط الصغار،رغم ما عهد فيهم من براءة وسلامة صدر ونسيان سريع حتى لو أسيء إليهم؟
يزداد تأثير العنف بين الأطفال بين بعضهم البعض إذا لم يجد الطفل من يدافع عنه أو يعاقب المعتدي مما قد يدفع الطفل إلى الانطواء أو عدم الرغبة في الذهاب إلى الروضة، وضعف التحصيل العلمي والنيل من قدراته التعليمية والإنتاجية لشرود ذهن الطفل بسبب الآثار السلبية الناتجة عن الاعتداء عليه من قبل الآخرين.
كما أنّه قد يولد عند الطفل الاضطرابات النفسية والأعراض العضوية التي قد تحرمه النوم، وتؤثر على ثقته بنفسه وتشعره بالحزن والتوتر الشديدين.
بسبب العنف يتعر قل النمو البدني والعقلي لملايين الأطفال في أنحاء العالم.
ومن الآثار التي يحدثها العنف كذلك عدم القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع والاستثمار الأمثل للطاقات الذاتية والبيئية للحصول على إنتاج جيد .
وعدم الشعور بالرضا،عدم القدرة على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة إيجابية، عدم القدرة على حلّ المشكلات .
ومن آثار العنف اللفظي الذي يؤذي الأطفال ويتسبب في إعاقة في نمو الطفل العاطفي ويفقده إحساسه بأهميته واعتداده بنفسه وكذلك تظهر عنده سلوكيات طولية بدائية كهزّ الأرجل أو مصّ الإصبع أو العضّ أو العدوانية المفرطة والسلوك المخرّب أو الهجومي مع الآخرين .
إضافة إلى مشاكل النوم والكلام وعدم الاندماج في أنشطة اللعب وصعوبة التفاعل مع الأطفال الآخرين والانحرافات النفسية كالانفعالات والوساوس والمخاوف والشعور بالخجل والخنوع وتعطيل طاقات الإبداع والابتكار لدى الطفل وعدم القدرة على تحمل المسؤولية والشعور بالضعف. كذلك العنف يدفع الطفل إلى الانتقام.
إنّ الطفل العدواني ليس شريراً وإنما لم يستطع أن يتعلم الحبّ والتسامح وبسبب سلوكياته لا يجد الصديق الحميم أي يجد صعوبة في إيجاد صداقات داخل الروضة وخارجها أيضاً.
في بعض الأحيان يسلك سلوك الكذب أي قد يكذب ليبرّر عدوانه.
ومن السلوكيات البارزة عدم ثقته بنفسه، ويولد لديه كذلك شعور الظلم أي يشعر نفسه مظلوماً من قبل الآخرين، وكذلك يعاني من القلق الدائم.
ويصبح لديه الاستمتاع بإيذاء الحيوانات، ألنزعة التخريبية،عبارات شفهية لتهديد الآخرين،تغيير في عادات الطعام، متقلّب المزاج،اللجوء إلى العزلة.
الطفل العنيف طفل مشاكس عنيد لا يفعل إلا ما يحبّ، يستخدم العنف في حياته اليومية مع الأهل الأصدقاء البيئة المحيطة ليحصل على ما يريد.
كذلك تظهر عنده سلوكيات انعزالية سلبية،تبول لا إرادي ،وحذر مفرط من الكبار .
ومن السلوك الواضح تعلّق غير طبيعي ببعض الأشخاص.
العنف السلوكي : وهو سوء تكيّف الطفل مع المجتمع المحيط به وعندها يتّخذ العنف السلوكي مظاهر مختلفة منها:
العنف المحرم وهو عدوان الطفل على غيره وهو محرم قانونياً وشرعياً ومخالف للحياة الاجتماعية المستقرة.
العنف الإلزامي وهو النوع من العنف قائم على النفس ضد اعتداء الآخرين سواء كان العدوان من الآخرين مماثلاً في صورة فردية أو جماعية.
العنف المباح وهو سلوك مباح من الشرع حيث يؤمر الإنسان بمعالجة الآخرين بذلك الفعل.
أسباب العنف عند الأطفال
تعتبر ظاهرة العنف من الظواهر القديمة في المجتمعات الإنسانية،فهي قديمة قدم الإنسان الذي ارتبط وما زال يرتبط بروابط اجتماعية مع الوسط الذي فيه يؤثر وبه يتأثر.
وظاهرة العنف شأنها شأن غيرها من الظواهر الاجتماعية التي تحتاج إلى معرفة حجمها الحقيقي والوعي بالعوامل الموضوعية لفهم الظاهرة وتحليلها، وكذلك الوعي بنمط الحياة المعيشية حتى يمكن تحليل الظاهرة والكشف عن أسبابها حتى يتسنّى العمل على الحدّ من انتشارها.
ونعرف اليوم أنّه لم يعد مقبولاً في الأوساط العلمية النفسية إرجاع سلوك العنف لدى الأطفال بما فيه من تعقيد وغموض إلى عامل واحد نعينه، فالاتّجاه المقبول ألآن هو إرجاع العنف إلى عدّة عوامل متعدّدة ومنها:
1: عوامل وراثية : أي ما ينقل من ألآباء والأجداد من صفات وخصائص وتكوينات غير ناقلات الوراثة أو الجينات .
فيحدث إفرازات هرمونية وغددية ،فمثلاً إذا زاد إفراز الغدة الدرقية صاحَبَهُ انفعال زائد وسلوك عدواني واضح، يعكس الخمول في إفراز الغدة النخامية ليصاحِبَهُ خمول وهدوء وإن صار هناك عدوان فهو ببرود أعصاب .
1. عوامل بيئية: وهي جميع ما يكتسبه الطفل من خبرات من ولادته أو حتى قبل الولادة إلى أن يبلغ. ومن ذلك ظروف التنشئة الاجتماعية، وخبرات القسوة والعنف.
إذن هو مثله في ذلك مثل باقي السلوك المكتسب، يتعلمها الشخص بمرور الوقت لكن من السهل تغييرها.
2. من الوالدين أو المحيطين به مع الطفل والحرمان والصدّ والزجر والإهمال، ظروف التربية العادات والتقاليد والقيم والنظم واللغة المستخدمة.
إذن التفاعل مع هذه العوامل يؤثر على الحالة النفسية للطفل مما قد يجعله عدوانياً تجاه نفسه وتجاه الآخرين من حوله.
واليكم تفاصيل هذه الأسباب : ( أسباب سلوك العنف التي ترجع للأسرة )
· الحرمان العاطفي
من المعروف أن الطفل الذي يشعر بالحرمان العاطفي من والديه أو يشعر بنقص ما في مشكله ( أصمّ ، وزن زائد ، تشويه جسماني معين ) لا يستطيع التعبير عن انفعاله بالكلام فيلجأ للصراخ أو الاعتداء على الآخرين،أو تكسير حاجاته أو حاجات الآخرين في المنزل.
فنأخذ على سبيل المثال الطفل حين لا يشعر بالحب والحنان والعطف من الذين حوله يجعله يستخدم حيلة لجذب انتباه الآخرين من حوله، فيلجا لخطأ معين حتى يعاقب عليه بعد ذلك يلتفت إليه الوالد أو الوالدة لتدليله وحضنه وضمّه، وهكذا يرى الوالدان أن الطفل عنيف، كذلك حين شعوره بالغيرة بسبب وجود مولود جديد أو عدم حصوله على ما يريد أو ما يملكه الآخرون فيلجأ لأيّ نوع من العنف ليعبّر عن شعوره.
· سلوك مكتسب
بجب الإشارة إلى أن العنف لدى الأطفال سلوك مكتسب متعلم من البيئة مثل الوالدين أي أن أساليب العقاب التي يستخدمها بعض الآباء لمعالجة السلوك السيئ تعلم الأطفال العنف وكذلك معاملة الأقرباء والمدرسة والأهم وسائل الإعلام خصوصا البرامج التلفزيونية.
لقد دلّت الدراسات على أنّ من يشاهد العنف في منزله أو بين أسرته سواء عنف لفظي أو بدني فهناك احتمال عشر مرّات أن يكون عنيفًا مع الآخرين ، وكذلك مع أسرته في المستقبل، فيجب عدم التهاون في مثل هذه الأمور ، لان ما يمر به الطفل من خبرات في حياته هو مجموعه من القواعد تحدد سلوك الفرد في المستقبل.
لا بد من إدراك أن البرمجة العقلية للفرد تبدأ منذ الصغر، فإذا وجد الطفل في بيته تشجيعاً على العنف والعدوان بطريقه مباشره أو غير مباشره فالمسؤولية تقع على المحيطين به، فلماذا نعوّد أطفالنا منذ صغرهم على الضرب والعنف؟ ولماذا لا نترك مجالاً للتفاهم معهم؟ فالطفل الذي يقع عليه العقاب العنيف لأتفه الأسباب مع صغر سنه بالتأكيد سيتعلم أن الحياة لا تسير ألا بالعنف من باب المحاكاة للكبار!
· مشاعر الكراهية
من خلال ما سبق يتضح أن العنف شيء غير مرغوب فيه وهو يصيب بالذعر والخوف لما يؤدي إليه من نتائج، فكيف إذا كان الأمر يصل إلى الأسرة التي من المفروض أن تكون المكان الأكثر أمناً وسكينة حيث الزوج والزوجة والأبناء.
قد ينشأ الطفل في بيت تسود الكراهية بين أفراده، فالشجار دائم بين الأبوين والحب لا وجود له، فيه تراشق بالسباب والخصام أمام الأطفال، ضرب الأب للأمّ أمام الأطفال، وقد يصل الأمر إلى القطيعة والطلاق، فيحدِّث أحد الأبوين الأطفال الصغار بمشاعر الكراهية التي يحملها نحو الأخر، هنا يمتصّ الطفل مهما كان سنه مشاعر الكراهية والشجار في الأسرة، فنجد هؤلاء الأطفال يعانون من القلق الدائم والاضطراب النفسي نتيجة الظروف غير المستقرة التي يعيشونها ويكون الطفل عرضه للاستثارة لأتفه الأسباب، فيحملون مشاعر الكراهية للآخرين ويتحول ذلك إلى مشاعر عدوانية ضدّ الآخرين.
إذن من أسباب العنف عند الأطفال التفكك الأسري، القسوة الزائدة من الوالدين، أي طفل دائماً تحطمه أمه بقولها أنت غبي... مسكين... أو والده بقوله "أنت لا تفهم"، عدم متابعة الأسرة للأبناء، التفرقة بين الذكر والأنثى، العيش تحت كنف زوجة الأب في حال توفيت الأم فهذه الزوجة تتعامل معه بالضرب والإهانات المتكررة فتحطم شخصيته وبالتالي يكون عنيفاً، أي أن عدم الأمان وافتقاد الحب وعدم استقرار الجو الأسري وما قد يصاحب ذلك من شجار وصراخ يحزن الأطفال ويجعلهم عصبيين ومفتقدين للامان،وهذا قد يؤدي إلى عنف عند الأطفال وعدوانيتهم تجاه الآخرين.
وهناك عوامل أخرى متعلقة بالوالدين وتشمل وجود صعوبات نفسيه مثل شدة الغضب عند الأب أو الأم أي إذا أظهر أحد الوالدين سلوكيات عنيفة عند الغضب، سيعتقد الطفل أن هذه هي الوسيلة الصحيحة للرد على أي موقف مثير، وكذلك معاناة الوالدين من أمراض نفسيه مثل الكآبة واضطرابات الشخصية والإدمان والتدخين، فكل هذه المتغيرات تجعل الصحة النفسية للوالدين ليست في حالتها المثلى ومن ثم يقعان في إيذاء الطفل من حيث لا يشعران، والإدمان من الأسباب الرئيسية في هذا الشأن، فالمدمن عند التعاطي يفقد قدرته على السيطرة على نفسه ويكون حكمه على الأمور غير دقيق وغير صحيح وبالتالي فقد يرتكب أخطاء ومنها الإيذاء بالكلام وكذلك الضرب، أي غياب القدوة الحسنة.
· الفقر:
الفقر كذلك من الأسباب التي تؤدي إلى العنف، العائلة ذات العائل الواحد أو أحادية الوالد أي الأولاد الذين يعيشون مع أمهم فقط أو مع أبيهم فقط فكثيراً ما يلجا هذا الأب أو الأم إلى الإيذاء بسبب عدم وجود الدعم وشدّة الضغط النفسي.
· افتقاد التوجيه الصحيح:
الأطفال لا يولدون وهم يعلمون السلوكيات المقبولة اجتماعياً، فهم يحتاجون دائما لان نعلمهم ونذكرهم كيف يعبرون عن أنفسهم بشكل صحيح في كل المواقف،والإخفاق في ذلك سيؤدي إلى عدم السيطرة على سلوك الطفل ومن ثم يتعلم العنف.
· تعزيز العنف عند الطفل :
قد يعزز الوالدان سلوك الطفل العنيف إذا شعر الطفل بسعادة أو ابتسامة على وجه والديه عندما يتصرف بشكل عنيف في موقف معين، فقد يظن الوالدان أنهما بهذه يربيان طفلاً صلباً يستطيع التعامل مع جميع المواقف، أي تشجيع الأبناء على السلوك العنيف، في معظم البيوت عندما يضرب الطفل أحد أقاربه أو إخوته أو أن يسبّهم للأسف الشديد فإن كلّ من حوله يضحكون ويهللون في سعادة غامرة على اعتبار أن الطفل أصبح يتفاعل معهم، وهو هنا يفهم أن ما يفعله هو الصواب وإلا فلماذا هم سعداء هكذا شيئاً فشيئاً يصبح هذا سلوكاً لديه، فلو اعترض على سلوكه أحد يضربه، وهناك آباء يشجّعون الطفل على العنف بالمعنى الحرفي.
· الغضب المكبوت:
إذا كان الطفل يمنع من التعبير عن غضبه، سيشعر بالغيظ والإحباط وسيؤدي ذلك إلى العنف. يجب أن يكون الهدف هو تعليم الطفل الطرق الصحيحة للتعبير عن المشاعر السلبية وليس تعليمه كيف يكبت مشاعره .
· الطفل المحبط:
لو لم يتم إشباع احتياجات الطفل من الحب والرعاية والفهم ، سيؤدي ذك إلى شعوره بالإحباط ممّا قد يؤدي إلى العنف .
من المهمّ أن نشير إلى أنه ليس كل إحباط يؤدي إلى العنف، الإحباط يساوي العنف إذا كان هناك نموذجاً عنيفاً في الأسرة أو إذا لم يتم توجيه الطفل بشكل سليم.
· الغيرة بين الإخوة:
يجب أن يحرص الآباء على عدم تحفيز مشاعر الغيرة بين الأطفال، إن المساواة في المعاملة بين الأطفال وتقسيم الاهتمام والحبّ بينهم يقلل من الغيرة وبالتالي يقلل من العنف عند الأطفال.
· إهمال الوالدين :
ومن أسباب العنف أيضا عند الأطفال في عصرنا إهمال الوالدين، وعدم قيامهما بواجب الرعاية المبكرة وأعني الرعاية بكامل معانيها من القرب إلى الأطفال وحسن التعامل معهم واللطف واللباقة معهم، وترك القسوة في التفاهم معهم إذ أن ترك هذه الرعاية قد يوجد ردّة فعل يصاحبها شيء من العنف.
· البرامج التلفزيونية العنيفة:
أن العنف الموجود ببرامج التلفزيون يؤدي إلى عنف الأطفال بثلاث طرق ومنها التعلم عن طريق الملاحظة وهو أن يقوم الطفل بتقليد ما يشاهده في التلفزيون، ومن ثم تولد لديه شعور ضعف الحساسية تجاه العنف وهو عندما يصبح الطفل أقل حساسية تجاه العنف ويشعر أنه شيء طبيعي، وأخيراً قلّة الموانع ضد العنف لدى الطفل، من الطبيعي أن يكون لدى الإنسان موانع داخلية تمنعه من العنف، لكن في هذه الحالة يفقد الطفل هذه الموانع.
أي أن فتح الباب للأطفال على مصراعيه في مشاهدة جميع الأفلام والقنوات واللعب بما يسمى "البليستيشن" وبحرية مطلقة ولا شك أن الطفل سريع التأثر والتقليد فيقلد ما يشاهده، لهذا يجب أن يقوم الأهل بدورهم الفعال في الحدّ من هذه الظاهرة، وكذلك أنّهم هم بدورهم لا يشاهدون أفلام العنف برفقة أطفالهم،فما من فيلم إلا وفيه ضرب وتفجيرات ودمار، وهو ما يجعل الطفل يريد محاكاة ما يرى لكي يكون مثل بطل الفيلم.
· بعض العابة مع الوالدين والأقارب :
وأيضا مما يدفع الطفل للعنف بعض العابة مع الوالدين والأقارب، فهناك الكثير من الأهل عندما يلعبون مع أبنائهم لا يلعبون إلا بالضرب وقذف ما إمامهم، وهنا يفهم الطفل أن اللعب لا يكون إلا هكذا؛ بالضرب وقذف الأشياء وإيقاع الآخرين أرضاً؛ وهو ما يسبب الكثير من العنف في الروضات والمدارس.
· العلاج الخاطئ للتعامل مع العنف :
في العادة فإنّ الطفل العنيف يحظى بميزات – وللأسف هذا سلوك لا نستطيع إنكاره – من قبل المحيطين به، فدائماً يحسب له حساب لأنه طفل عنيف ويجب تلبية رغباته، وبالتالي يتقرر لا شعورياً لدى الطفل بأن العنف والغضب يحقق له ما يريد... وهكذا ينمو الطفل وفي داخله فكرة بأن العنف هو الحل لأكثر المشاكل، بل ربما يستخدم العنف كطريقه في حياته لتحقيق ما يرغب.
في المنزل أولا يبدأ الأهل بمعاملته معامله خاصة عن بقيه أفراد الأسرة، ويحصل هذا الطفل العنيف على تعامل أفضل من الآخرين، ويحقق أهدافه ويصبح العنف سبيله الذي يأخد به حقوقه، وبالتالي تنمو وتتطور طريقته في العنف ويصبح العنف هو السائد في تصرفاته، لأنه بالتجربة اكتسب بأن العنف يحقق له ما يريد... بل ينمي طرقاً أخرى في العنف ويبرع في ابتداع طرق وأساليب للعنف تقوّي مركزه وتساعد على أن يصل إلى غاياته عن طريق العنف.
أساليب علاج العنف وتوصيات للمربية والأهل لمواجهة مشكلة العنف
أن الأطفال وكذلك المراهقين غدا لهم شأن في هذا المجتمع، فهم عماده ومستقبله.
ومن هنا يجب الاهتمام كل الاهتمام بتربية أطفالنا تربية سليمة بعيداً عن العنف بأنواعه سواء أكان بالضرب أو العضّ أو الرفس أو الشتم وغيره .
الطفل العنيف طفل مشاكس عنيد لا يفعل إلا ما يحبّ ويستخدم العنف في حياته أليومية مع الأهل الأصدقاء البيئة المحيطة ليحصل على ما يريد.
إن علاج العنف يبدأ في مرحلة مبكرة من مراحل العمر في مرحلة الطفولة،
فالطفل إذا هدد مثلاً بضرب شقيقه الأصغر إذا لم يحصل على لعبة جديدة، فإذا لم يحضر له اللعبة وقام بضربه ولم يعاقب على ما فعل فإنّه سوف يستمرئ هذا السلوك، وهنا تبدأ لعبة شدّ الحبل بين الأهل والطفل، فإذا اعتقد الأهل بان الطفل صغير والأفضل إحضار لعبة له حتى لا يؤذي شقيقه الصغير، فعندئذ يعرف الطفل بأن أسلوبه في استخدام العنف قد نجح ويبدأ التفكير لا شعورياً بتطوير أساليب العنف التي تتناسب مع سنّه، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن طريقه في العنف تكبر مع التقدّم في السن واختلاط الطفل مع الآخرين .
العنف ينتشر عند الطفل من ممارسة التسلّط في تربيته، أو من مشاهدة أحداث العنف وغيرها.
لذلك سنقدم بعض النصائح للأهل والمربين في كيفية التعامل مع الولد العنيف:
· إذا تمّ التعامل مع الطفل منذ البداية بطريقة صحيحة من مراحل الطفولة، فعندما يهدّد الطفل بأنه سوف يضرب شقيقه الصغير إذا لم يحضروا له لعبة جديدة ، فيقف الأهل بكل حزم بأنه إذا فعل ذلك فسوف يعاقب، وإذا حاول تنفيذ تهديده وعاقبه الوالدان بالحرمان من أشياء يحبّها ويوضحان له بأنّ هذا الأسلوب لن يفيده وعليه أن يحاول طلب الأشياء بالتفاهم وأن أي عملية عنف سوف تقابل بعقاب صارم.
· أن يتّفق الوالدان على أسلوب تعامل مع الطفل بحيث لا يكون فيه تضارب في قول أحد الوالدين عن الأخر، فإذا حدث هذا التضارب وغيّر أحد الوالدين القرار وتسامح مع الطفل في حالة العنف بحجّة أنّه طفل صغير إذ يصعب على الوالدين ضبط سلوكه والسيطرة عليه عندما يكبر وينقل هذا السلوك إلى خارج المنزل.
· التعامل السلوكي مع الطفل بأسلوب صحيح فيما يتعلق بموضوع نوبات غضبه، فإذا أصبح الطفل ممتعضاً من شيء ما وحاول تكسير أشياء في المنزل فيجب عقابه بالطريقة الأفضل بحرمانه من قضاء وقت مع أصدقائه أو حرمانه من شراء لعبة جديدة، وإنّه في حالة سيطرته على غضبه سوف يكافأ بجائزة يحبها، هذا السلوك يساعد الطفل من الصغر على التعوّد على السيطرة على نوبات غضبه ويلازمه هذا السلوك عندما يكبر.
· يجب أن نكون ايجابيين مع الأطفال، فالأطفال الصغار يحبّون التوجيهات الايجابية، أمام ما يجب أن يقوموا به في حينه، وهم لا يستجيبون للتوجيهات السلبية التي تتضمّن مجرد النهي عن الأشياء التي لا يصح القيام بها، فالطفل العنيف لا يحبّ الانتقاد ويحتاج إلى المودّة والحنان في معالجة سلوكه العنيف.
· الطفل العنيف يحتاج إلى الصبر والتأنّي في معالجة سلوكياته العنيفة.
· الطفل العنيف ضحية لنموذج تعامل الوالدين غالباً، فان أردنا بيئة بدون عنف علينا التحكم في سلوكياتنا نحن أمام أطفالنا والتحلّي بالحلم والتروّي، وكوني لطفلك قدوة حسنة فلا تداعبيه بكلمة غير مناسبة وإلا فإنّه سوف يرددها معتقداً أنها صواب، ولا تأتي أمامه بأفعال تأمرينه بألا يفعل مثلها!
· الاهتمام بتربية الطفل تربية تحفظ له حقوقه وتحمي الآخرين من اعتدائه عليهم بحيث ينشأ الطفل منذ الصغر على احترام حقوق الغير والحبّ والتسامح، فعندما يمارس العنف مع أصدقائه أو أقرانه علينا جمعه معهم والسعي للمصالحة فيما بينهم، وأن تُستخدم القصة في إظهار الصفات الجميلة عند الأطفال وكيف يساعد إخوته وأصدقائه وكيف يأخذ الهدايا والمحبّة من الآخرين .
· الطفل العنيف لديه طاقة زائدة، وجميل لو استثمرت تلك الطاقة بممارسة الهوايات وتنمية القدرات كممارسة الرياضة العنيفة التي ممكن أن تفرغ الطاقة الموجودة فيه، لكن عليك اختيار مدرب يستطيع التعامل مع الأطفال ويعلمهم أهمية الرياضة العنيفة ومتى يستعملها أو المساعدة ببعض الأعمال المنزلية المحبّبة له.
· دعيه يمارس الرسم باستمرار وأن يشارك بأنشطه كالدراما ولعب الدمى أو اللعب الحر واستخدام الحاسوب،وكلّ هذه وسائل تفريغ طاقات.
· استخدمي القصة الليلية واجعلي مضمونها يعبّر عن سلوكيات إيجابية حتى يفكر فيها الطفل ومن الممكن لاحقاً أن يمارسها .
· لا تضربي الطفل أبدا عقاباً على ضربه للآخرين، لأن ذلك يعلمه أنّه لا بأس أن يضرب من هو أصغر منه سناً.
· امنحي الطفل الثقة بالنفس وامدحيه على سلوكه الجيد مثل المشاركة والتعاون وضبط النفس وأن تكوني له مثالاً لضبط النفس والسيطرة على الغضب واستعمال الحوار الهادئ.
· ضعي قاعدة سلوكية في البيت والروضة ( لا تضرب لأن الضرب يؤذي ويجب علينا أن لا نؤذي أحداً ).
· علّمي الطفل طرقاً أخرى مقبولة للحصول على ما يريد غير العنف.
· عند استخدام الطفل لألفاظ سيئة (بذيئة) غير محببة حاولي تجاهل الأمر ولا تعبري بالوجه أو بالكلام على ما يقول وبعد مضي وقت مناسب حاوري الطفل بأسلوب جيد عن تلك الألفاظ.
· العمل على التقليل من تعرض الطفل للعنف المتلفز لأنه أداة قوية لتعلّم العنف عند الأطفال، وما له من آثار سلبية سواء كان ذلك تلفزيونياً أو عبر الألعاب الإلكترونية، فيجب أن يقوم الأهل والمربون بدورهم الفعال للتقليل والحدّ من هذه الظاهرة السيئة بين الأطفال، لأنه كلما ازدادت مشاهدة الطفل لبرامج العنف تزداد الإمكانية لاكتساب هذه التصرفات.
· كن والداً حنوناً، فاستخدام الحوار والإنصات مع الطفل يساعد في حلّ النزاعات دون الحاجة إلى اللجوء للصراخ واستعمال أساليب العنف ممّا يساعد على خلق طفل ذو شخصية سويّة وإيجابية.
· راقبي تصرفاته واعرفي الظروف التي يظهر بها العنف.
· العمل مع الأطفال على تنمية الشعور بالسعادة، لان الأشخاص الذين يعيشون خبرات العاطفة الإيجابية (السعادة ) يميلون لأن يكونوا لطيفين نحو أنفسهم أولا ونحو الآخرين ثانياً وبطرق متعددة أي أنهم يبتعدون عن استعمال العنف.
· الابتعاد عن سرد القصص التي تحتوي على أحداث مليئة بالحروب دون ذكر أوقات السلم أو تجاهل الجهود السلمية الناجحة بدون استخدام الحروب أو العنف في حلّ الصراعات والمشاكل.
· يقع على عاتق المربين تعليم الأطفال كلمة جديدة وهي عدم العنف أو فعاليات تعالج العنف والتركيز على مفهوم جديد (لا للعنف!) وشرح معنى هذه الكلمة وهي رفض استخدام الاعتداء الشفهي أو الجسدي الذي يسود ويسيطر على تعاملنا اليومي مع كافة الأشخاص.
· التقرب من الأطفال وفتح قناة اتصال دائمة معهم.
· تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة، ويتمّ ذلك من خلال إخضاع الأهل والمربين لدورات اطّلاعيّة وعمليّة حول أفضل السبل في تربية الأطفال ومعاملتهم .
بيبليوغرافيا مختار
جورج .م .غادة وآخرون .نظريات التعلم: دراسة مقارنة، ترجمة علي حسين حجاج، الكويت: سلسلة عالم المعرفة، 1983.
دويري ،م .( 1987) كيف نتعامل مع مشاكل أطفالنا . حيفا
دويري ،م. (1991) ، المزيد من التعامل مع مشاكل أولادنا. حيفا
الريماوي محمد.علم النفس النمو – الطفولة والمراهقة، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2003
فرح ، محمد سعيد .الطفولة والثقافة والمجتمع، الإسكندرية: منشأة المعارف ، 1980
فلسفي ، محمد تقي .الطفل بين الوراثة والتربية، النجف: مطبعة الآداب، 1967
قاسم ، صالح .التلفزيون والأطفال، بغداد دار ثقافة الأطفال، 1998
مرهج، ريتا:أولادنا من الولادة حتى المراهقة ، بيروت ، لبنان : أكاديميا انترناشيونال
مصطفى عمر: العنف العائلي ، الرياض : أكاديمية نايف العربية للعلوم ، 1997